مأرب اليوم _صنعاء – خاص
كشفت الرسالة الإلكترونية التي بعثها قائد الحرس الثوري الإيراني إلى قيادة ميليشيا الحوثي عقب مقتل القيادي البارز محمد الغماري، الوجه الحقيقي للعلاقة بين طهران والجماعة المسلحة، مؤكدةً أن الحوثيين ليسوا سوى أداة بيد النظام الإيراني لتنفيذ أجنداته في اليمن والمنطقة.
وفي الرسالة التي نُشرت عبر منصات إيرانية مقربة من الحرس الثوري، عبّر القائد الإيراني عن تعازيه لما سماه “القيادة الثورية اليمنية”، مشيداً بما وصفه بـ”تضحيات الغماري في مواجهة أعداء محور المقاومة”، وهو ما اعتبره مراقبون اعترافاً صريحاً بالدور الإيراني في إدارة وتمويل وتسليح الحوثيين.
وتُظهر لغة الرسالة، التي حملت إشارات مباشرة إلى “وحدة المصير والميدان”، أن طهران تعتبر الميليشيا جزءاً من منظومتها العسكرية الممتدة من طهران إلى بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، في تأكيد واضح على أن الحوثيين يشكّلون ذراعاً إيرانية خالصة داخل اليمن.
ويرى محللون أن توقيت الرسالة بعد مقتل الغماري – الذي يُعد أحد أبرز القيادات الميدانية والعسكرية للحوثيين – يعكس حجم الارتباك داخل الجماعة، وخشية طهران من تراجع نفوذها مع تصاعد الصراعات بين أجنحة الميليشيا.
ويؤكد خبراء في الشأن اليمني أن هذه الرسالة الإلكترونية سحبت القناع عن العلاقة الخفية بين الحوثيين وإيران، لتكشف أن ما يجمع الطرفين ليس “تضامناً دينياً أو سياسياً” كما يروج إعلام الجماعة، بل ارتباطاً عسكرياً واستخباراتياً مباشراً يخدم مصالح الحرس الثوري وأجنداته الإقليمية.