مأرب اليوم – تقرير خاص 1 نوفمبر 2025
تقرير إنساني يوثق معاناة الطفولة في اليمن … براءة تُدفن تحت ركام الحرب والتجنيد الحوثي
في بلدٍ أنهكته الحرب، لم يعد الطفل اليمني يعرف معنى الأمان أو الطفولة. تقرير إنساني يوثق معاناة الأطفال في ظل استمرار الصراع المسلح، وعلى رأسه عدوان مليشيا الحوثي، الذي سرق الطفولة من بين أيدي ملايين الأطفال، وحوّل أحلامهم إلى رماد.
في مناطق سيطرة الحوثيين، يعيش الأطفال أوضاعًا مأساوية، يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات من تجنيد قسري وحرمان من التعليم إلى القتل والتعذيب والاغتصاب، وسط غياب تام لأي حماية قانونية أو إنسانية.
فبدل أن يحمل الطفل حقيبته المدرسية، يُجبر على حمل السلاح والزجّ به إلى الجبهات تحت مسمى “الدفاع عن الوطن”، بينما هو في الحقيقة وقود لحرب لا يدرك معناها.
التعليم.. من منارة معرفة إلى منبر تعبئة فكرية
يُحرم الأطفال في مناطق الحوثيين من أبسط حقوقهم في التعليم والصحة واللعب. فالمدارس تحوّلت إلى مراكز تعبئة فكرية وطائفية، وفق شهادات معلمين وأولياء أمور، حيث تمتلئ المناهج الدراسية بخطاب الكراهية والتحريض المذهبي.
>وتُدرّس هذه المناهج لأكثر من عشر سنوات متواصلة – من الصف الأول وحتى الثانوية – لتزرع في عقول الأجيال القادمة فكر الاصطفاء السلالي والثأر الطائفي بدل قيم المواطنة والمساواة.
ألغام الموت.. ألعاب قاتلة تستهدف الأطفال
لم تسلم مناطق الشرعية من جرائم المليشيا الحوثية، إذ تزرع الألغام على هيئة ألعاب ودمى ملوّنة تجذب الأطفال لالتقاطها، لتتحول لحظات اللعب إلى مآسٍ دامية.
>ووثّقت منظمات إنسانية مئات الحالات لأطفال فقدوا أطرافهم أو حياتهم بسبب هذه الألغام المموّهة، التي تُعد من أكثر الأسلحة تدميرًا وإرهابًا نفسيًا للمجتمع اليمني.
التجنيد الإلكتروني.. سلاح الحوثي الجديد
تتجه المليشيا أيضًا إلى استغلال التكنولوجيا، عبر ألعاب إلكترونية وتطبيقات وبرامج موجّهة للأطفال، تتضمن مشاهد قتالية وزوامل تمجد العنف وتغسل أدمغتهم مبكرًا بفكرة “الجهاد” و”العداء لبني أمية”، وفق تحقيقات وتقارير تربوية متخصصة.
ويرى خبراء تربويون أن هذا النمط من “التعليم الموجّه” و”الترهيب الإعلامي” سيُنتج جيلًا مشوّه الفكر، يجهل معنى التعايش والسلام، ما لم تُبذل جهود وطنية ودولية جادة لإعادة بناء التعليم في اليمن على أسس وطنية وإنسانية.
11 مليون طفل يمني يواجهون الخطر
تقدّر تقارير الأمم المتحدة أن أكثر من 11 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فيما يعيش ملايين آخرون تحت خطر الموت أو التجنيد أو التشريد.
وتبقى المأساة مستمرة، ما دام الطفل اليمني لا يُنظر إليه كإنسان يستحق الحماية، بل كأداة للحرب والدعاية والتعبئة.

اكتشاف المزيد من مارب اليوم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
مارب اليوم مارب اليوم منصة إخبارية رائدة تنقل الحقيقة بمهنية وتقدم تغطية دقيقة وموثوقة للأحداث من مأرب واليمن إلى العالم