مأرب اليوم – علوم وتكنولوجيا | 3 نوفمبر 2025
يحذر خبراء الصحة النفسية ويحذّر خبراء علم النفس من تزايد ظاهرة “إدمان الذكاء الاصطناعي”، بعد أن أصبح ملايين الأشخاص حول العالم يعتمدون على برامج الدردشة الآلية مثل ChatGPT وClaude وReplika في مجالات تتراوح بين الصداقة والعلاج النفسي وحتى التواصل العاطفي.
ويقول البروفيسور روبن فيلدمان، مدير معهد قانون الذكاء الاصطناعي والابتكار في جامعة كاليفورنيا:
تخلق برامج الدردشة وهماً بالواقع، وعندما يكون إدراك الشخص ضعيفاً، قد يتحول هذا الوهم إلى خطر حقيقي على الصحة العقلية.”
—
من الاعتماد إلى “ذهان الذكاء الاصطناعي”
تروي البلجيكية جيسيكا جانسن (35 عاماً) تجربتها، إذ بدأت باستخدام ChatGPT بشكل متقطع، قبل أن يتحول إلى وسيلتها اليومية للتعامل مع ضغوط الحياة. بعد أسبوع واحد فقط، دخلت جناح الأمراض النفسية إثر إصابتها بنوبة هوس ناجمة عن اضطراب ثنائي القطب لم يكن مشخصاً مسبقاً.
وقالت:
كنت أظن أن ChatGPT يفهمني ويؤيد أفكاري، حتى فقدت التمييز بين الواقع والخيال، واعتقدت أن الله يخاطبني عبره.”
ويشير البروفيسور سورين أوستيرغارد من جامعة آرهوس إلى أن هذه البرامج “تُضفي طابعاً إدمانياً لأنها تميل إلى مجاملة المستخدم وعدم معارضته، فتغذي قناعاته وتجعله يثق بها أكثر من البشر”.
—
المراهقون في دائرة الخطر
أظهرت دراسة حديثة صادرة عن منظمة Common Sense Media أن نحو 70% من المراهقين استخدموا برامج ذكاء اصطناعي مرافق مثل Replika أو Character.AI، وأن نصفهم تقريباً يستخدمونها بانتظام، ما يشير إلى انتشار الاعتماد النفسي على هذه التقنيات بين الفئات الشابة.
ويشبّه الخبراء هذا النوع من الاعتماد بـ”التداوي الذاتي”، حيث يحاول الأشخاص الهروب من مشاعر الوحدة أو القلق عبر التفاعل مع أنظمة ذكية توفر الدعم العاطفي اللحظي دون وعي بالعواقب.
—
أعراض إدمان الذكاء الاصطناعي
من أبرز العلامات التي حددها الباحثون:
فقدان الإحساس بالوقت أثناء استخدام برامج الذكاء الاصطناعي.
إهمال العمل أو الدراسة والعلاقات الاجتماعية.
الشعور بالتهيج أو الاكتئاب عند عدم القدرة على استخدام الروبوت.
الاعتماد عليه للتخفيف من الشعور بالوحدة أو التوتر.
—
موقف الشركات المطوّرة
أقرت شركة OpenAI، مطوّرة ChatGPT، بأنها تدرك هذه المخاطر. وفي تحديث صدر في مايو الماضي، أعلنت أن النسخة ChatGPT 4o أصبحت “أكثر توازناً” بعد تقليل السلوكيات التملقية التي تعزز التعلق العاطفي بالمستخدمين.
لكن الشركة كشفت أن 0.07% من المستخدمين الأسبوعيين (أي نحو 560 ألف شخص من أصل 800 مليون) أظهروا علامات اضطرابات نفسية مثل الهوس أو الذهان أو التفكير الانتحاري.
ويختم الدكتور هاميلتون مورين، أستاذ الطب النفسي والأعصاب في كلية كينغز لندن، قائلاً:
> “حتى لو كانت النسبة ضئيلة، فإنها كافية لدق ناقوس الخطر. يجب على شركات الذكاء الاصطناعي التعاون مع الأطباء النفسيين لحماية المستخدمين من الاعتماد المرضي على هذه التقنيات.”
—
المصدر:
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية
اكتشاف المزيد من مارب اليوم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
مارب اليوم مارب اليوم منصة إخبارية رائدة تنقل الحقيقة بمهنية وتقدم تغطية دقيقة وموثوقة للأحداث من مأرب واليمن إلى العالم