مأرب اليوم _أحمد حوذان
بين أكشاك ملوّنة تفوح منها رائحة الجهد والإبداع، تتنقل عشرات النساء النازحات في مأرب، يعرضن منتجاتهن في “البازار الثاني لمشروع التمكين المهني لتحسين سبل العيش”، وكأن كل قطعة خُرز أو قماش تحكي قصة نهوض بعد تعب، وإصرار بعد ألم.
من النزوح إلى الريادة
الحرب أجبرت آلاف الأسر على النزوح وفقدان مصادر رزقها، لتجد المرأة نفسها أمام واقع جديد ومسؤوليات أكبر. تمكين المرأة اليمنية اقتصادياً عبر مشروع التمكين المهني بدعم مركز الملك سلمان للإغاثة يلعب دوراً حيوياً في هذه العملية. هنا جاء مشروع التمكين المهني الذي ينفذه ائتلاف الخير بدعم مركز الملك سلمان ليعيد لهذه النساء الثقة بنفسهن ويمنحهن أدوات الانطلاق.
“كنت أعيش في خيمة بلا مورد رزق، تعلمت الخياطة من الصفر، واليوم أبيع منتجاتي وأؤمن احتياجات أطفالي”، تقول إحدى المشاركات.
مشاريع من رحم المعاناة
قصص كثيرة وُلدت داخل هذا البازار؛ من بينها قصة آية العقاب التي حوّلت شغفها بالخرز إلى مشروع تجاري صغير، ودعاء منصور التي أسست متجرها الإلكتروني بعد تعلمها فنون الريزن وتغليف الهدايا.
تحول إنساني وتنموي
بحسب القائمين على المشروع، فإن التمكين المهني لا يقتصر على منح المهارات فقط، بل يمتد إلى بناء قاعدة اقتصادية للنساء وربطهن بالأسواق المحلية والداعمين.
“نحن ننتقل من فكرة المساعدة إلى المشاركة، من الإغاثة إلى الإنتاج، وهذا ما يجعل البازار الثاني خطوة رمزية لكنها عميقة في أثرها على المجتمع”، يقول أحد المسؤولين في ائتلاف الخير.
تمكين يعيد التوازن للمجتمع
يشير خبراء التنمية إلى أن إشراك المرأة في النشاط الاقتصادي يعد أحد المفاتيح الأساسية لإعادة التوازن الاجتماعي في اليمن. فكل مشروع صغير تديره امرأة يعني أسرة مستقرة وطفلاً متعلماً ومستقبلاً أفضل.
خاتمة التحقيق
يخرج الزائر من “البازار الثاني لمشروع التمكين” وهو يدرك أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما تُمنح الفرصة للإنسان ليعتمد على نفسه. فالمرأة اليمنية التي نزحت من الحرب، وقفت اليوم شامخة خلف طاولة العرض، تحمل في عينيها ضوءًا جديدًا اسمه التمكين، وصوتًا يقول:
“الكرامة في العمل.. والأمل لا يموت.”
اكتشاف المزيد من مارب اليوم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
مارب اليوم مارب اليوم منصة إخبارية رائدة تنقل الحقيقة بمهنية وتقدم تغطية دقيقة وموثوقة للأحداث من مأرب واليمن إلى العالم