البيضاء.. نزيف قبلي جديد يهدد بتفجير موجة عنف في قلب اليمن

مأرب اليوم -متابعات خاصة 13_11_2025

في محافظة البيضاء، التي تقف منذ سنوات على خط النار بين الصراع السياسي والاحتراب القبلي، عادت لغة السلاح لتفرض حضورها مجدداً في قرية بني زياد قرب مدينة رداع.

اندلعت مواجهات دامية بين أسرتين من أبناء المنطقة، مخلفة وراءها مأساة إنسانية جديدة.

وأكدت مصادر محلية وإعلامية أن الاشتباكات التي تفجّرت مطلع الأسبوع بين آل علي سعيد والجوابرة تحولت إلى معركة مفتوحة.

استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة. أسفرت عن سقوط أربعة عشر قتيلاً وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين.

وتسببت المواجهات بنزوح عشرات الأسر وتدمير منازل. كما شُلّت الحياة العامة تماماً في القرية بعد إغلاق المدارس والأسواق، وسط حالة ذعر تسود بين السكان.

وتشير المعطيات إلى أن جذور الخلاف تعود إلى ثأر قبلي قديم. لم تنجح محاولات الوساطة السابقة في احتوائه، ليتجدد النزاع بعد سنوات من الهدوء الهش.

وقالت مصادر محلية أن شخصيات اجتماعية ووجهاء من مناطق مجاورة يبذلون جهود حثيثة لوقف القتال وإعادة الهدوء إلى المنطقة. إلا أن التوتر ما يزال قائماً مع استمرار حالة من الاستنفار القبلي والاحتقان الشعبي. توجد مخاوف من تمدد رقعة المواجهات إلى مناطق مجاورة.

ويرى مراقبون أن عودة هذه الصراعات القبلية في البيضاء تعكس هشاشة الوضع الأمني. يحدث هذا في ظل غياب سلطة الدولة وانشغال الأطراف المتحاربة بصراعات سياسية وعسكرية أوسع. لتبقى القبائل وحدها تواجه مصيرها بين نار الثأر وغياب العدالة.