مــأرب اليوم – وليد الربوعي – 17/11/2025
مأرب… المدينة التي كسرت رهانات الحوثي
يسقط رهان الحوثي مرة أخرى، وتتكسّر أسنّته على صخرة مأرب التي لا تلين.
ورغم الدفع بثقله العسكري والاستخباراتي، عاد خائباً في كل محاولة.
فعندما عاد بقوة أكبر، وجد أن العيون الساهرة لم تغادر مواقعها؛ ترصد وتواجه، وتفشل كل محاولة قبل أن تبدأ.
أربع رسائل وثّقها الفيلم الأخير
الفيلم الوثائقي الذي عُرض مؤخراً قدم أربع نقاط تلخص طبيعة المعركة:
1- يقظة الأجهزة الأمنية
أظهر الفيلم قدرة الأمن في مأرب على إحباط المخططات الحوثية، وإحكام السيطرة على مدينة احتضنت المقاتلين ودافعت عن الجمهورية.
2- الحرب المخابراتية
كشف الفيلم أن الصراع الأمني والاستخباراتي أصبح الذراع الأطول في مواجهة الحوثي والمشروع الإيراني.
3- تأهيل الكوادر الأمنية
أكد الفيلم أن تأهيل القوات الأمنية جزء أساسي من نجاح مأرب في إفشال العمليات التي تستهدفها.
4- سقوط أخلاقي حوثي
أوضح الفيلم أن الحوثي يستخدم أساليب تتنافى مع القيم اليمنية والعربية لتحقيق أهداف إيرانية تمتد خارج حدود اليمن.
وعي مجتمعي يواجه الخطر
يدرك سكان مأرب أن الحوثي عدو للإنسانية، وأن نجاحه في أي عملية يعني إذلال اليمنيين وإخضاعهم.
ولهذا أصبح المجتمع شريكاً مباشراً في حماية مدينته:
كل فرد جزء من منظومة الأمن كل حي عينٌ ترصد وكل قبيلة جدار يمنع الاختراق
هذا الوعي هو ما يجعل مأرب مدينة لا تنام.
كيف يرى الحوثي مأرب؟
تنظر الجماعة إلى مأرب بوصفها العقبة الأكبر أمام مشروعها.
ورغم الدعم الإيراني الهائل، تحولت كل محاولاتهم إلى فشل ذريع أمام قوة الجيش وتماسك المجتمع.
أبعاد المعركة في مأرب 1- البعد الاقتصادي
مأرب مركز الطاقة الأكبر في اليمن، والسيطرة عليها تعني خنق الاقتصاد اليمني وفرض الهيمنة.
2- البعد العسكري
وجود قوة عسكرية كبيرة شرق صنعاء يعني أن أي مشروع إيراني سيظل مهدداً بالسقوط، وهذا ما يجعل الحوثيين يعتبرون مأرب هدفاً لا بد من إسقاطه.
3- البعد الاجتماعي
وجود أكثر من مليوني يمني في مأرب يجعلها قوة بشرية ضخمة في نظر الحوثي، لذلك يحاول إسقاطها من الداخل عبر خلاياه لبذر الفتنة وشق الصف.
4- البعد التاريخي
المعركة في مأرب امتداد للصراع التاريخي بين العرب والفرس؛
الحوثي يقاتل كوكيل لإيران، واليمنيون يقاتلون دفاعاً عن هوية الأمة العربية.
رسالة الفيلم… إلى ما وراء الحوثي
لم يكن الفيلم مجرد عرض أمني، بل رسالة استراتيجية:
هذه معركة مصير القتال لن يتوقف الخلايا ستفشل والوعي المجتمعي سيحبط كل محاولة
تُظهر هذه القراءة أن مأرب ليست مجرد مدينة تواجه الحوثي، بل نموذج وطني للوعي والأمن والمقاومة.
وستظل معركتها علامة فارقة في مستقبل اليمن والمنطقة.
اكتشاف المزيد من مارب اليوم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
مارب اليوم مارب اليوم منصة إخبارية رائدة تنقل الحقيقة بمهنية وتقدم تغطية دقيقة وموثوقة للأحداث من مأرب واليمن إلى العالم