أخبار عاجلة

ندوة سياسية في مأرب تستعرض مسار العلاقات اليمنية–السعودية وتحولات الشراكة خلال عقد من الأزمات

مأرب اليوم – مأرب _ أحمد حوذان الأثنين 17 نوفمبر 2025
شهدت مدينة مأرب، اليوم، انعقاد ندوة سياسية نظمها مجلس الجوف الوطني تحت عنوان “اليمن والسعودية… من مقاربة الأمن إلى آفاق الشراكة الاستراتيجية”.
تمت الندوة بمشاركة نخبة من الباحثين وخبراء الأمن والإنسانية وبحضور مسؤولون في الحكومة المحلية ووزارة الداخلية وعدد من الفعاليات الاجتماعية والسياسية.
وخلال الفعالية، قُدمت ثلاث أوراق بحثية. تناولت هذه الأوراق حضور المملكة العربية السعودية في المشهد اليمني خلال السنوات الأخيرة. كما ناقشت متغيرات الدور السعودي في ملفات الأمن والإغاثة والتنمية.
واستعرض رئيس مجلس الجوف الوطني الشيخ سنان العراقي في ورقته الأولى الاتجاهات العامة للدور السعودي في اليمن بين عامي 2015 و2025، مبينًا أن حجم التمويلات والمشاريع التي قدمتها المملكة تجاوز 11 مليار دولار، توزعت بين الإغاثة العاجلة، والتنمية، ودعم مؤسسات الأمن.
وتطرّق العراقي إلى تدخلات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. هذا المركز نفذ أكثر من ألف مشروع في مجالات المياه والتعليم والصحة والإيواء وبرامج التغذية. كما شملت جهوده مشروع “مسام” في تطهير المناطق الملوثة بالألغام.
كما أشار إلى مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن. كانت هذه المشاريع في البنية التحتية، الطرق، الطاقة، الصحة، والتعليم. إضافة إلى مشاريع الإسكان في عدن.
وفي الجانب الأمني، أكد العراقي أن المملكة لعبت دورًا محوريًا في منع انهيار مؤسسات الدولة. كما دعمت عمليات مكافحة الإرهاب وتأمين المنافذ والموانئ. بالإضافة إلى قيادة تحالف دعم الشرعية.
وقدّم الدكتور عبدالحميد عامر، رئيس المركز القومي للدراسات الاستراتيجية، الورقة الثانية التي تناول فيها تجربة مشروع “مسام” في نزع الألغام باعتباره أحد أبرز المشاريع الإنسانية في اليمن.
وأوضح أن المشروع، الذي بدأ في 2018 بتكلفة تجاوزت 126 مليون دولار، تمكن حتى أكتوبر 2025 من نزع 522 ألف لغم وعبوة وتطهير أكثر من 72 مليون متر مربع في 11 محافظة بواسطة 32 فريقًا هندسيًا يعمل فيها أكثر من 500 متخصص أغلبهم يمنيون.
وأشار عامر إلى أن المشروع فقد 77 من أفراده بين شهداء ومصابين. هذا في ظل استمرار الحوثيين في رفض تقديم خرائط الألغام الأمر الذي يضاعف المخاطر. كما يؤجل فرص تطهير البلاد. مؤكدًا أن اليمن سيحتاج إلى نحو عشر سنوات إضافية لإنهاء هذا الإرث. إذا توفرت معلومات دقيقة عن أماكن الزراعة.
وقرأ الحاضرون الفاتحة ترحماً على ضحايا الألغام من المدنيين والعاملين في “مسام”.
وفي الورقة الثالثة، تناول حسن القبيسي نائب رئيس مؤسسة الأسرى والمختطفين، الدور السعودي في دعم مسار السلام. استعرض دور الرياض في صياغة المبادرة الخليجية وتثبيت الحكومة التوافقية. كذلك، رعاية جولات الحوار الوطني. كما تطرق إلى جهودها في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة.
كما أشار القبيسي إلى الدور السعودي في ملف الأسرى. مؤكداً أن المملكة كان لها تأثير مباشر في إنجاح عدد من صفقات التبادل. وقد خففت هذه الصفقات معاناة آلاف العائلات اليمنية.
تخللت الندوة عدد من المداخلات أكدت أن الدور السعودي ظل عنصرًا أساسيًا في التخفيف من آثار الحرب وتعزيز استقرار مؤسسات الدولة.
وفي ختام الندوة، قام مجلس الجوف الوطني بتكريم مركز الملك سلمان للإغاثة، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومشروع “مسام”. إضافة إلى مستشفى العيون في مأرب، تقديرًا لجهودهم الإنسانية والتنموية المتواصلة

اكتشاف المزيد من مارب اليوم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.