الصليب الأحمر ينظّم طاولة مستديرة في مأرب لتعزيز الصحافة الإنسانية والتحقق من المعلومات وسط تحديات النزاع

مأرب اليوم – أحمد حوذان – الإثنين 8 ديسمبر 2025

أقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محافظة مأرب طاولة مستديرة استمرت يومين. جمعت أكثر من عشرين صحفياً وصانعي محتوى من مختلف الوسائل الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي.

يأتي اللقاء ضمن برنامج يهدف إلى تعزيز فهم مهمة اللجنة الدولية والقانون الدولي الإنساني. كما يهدف إلى ترسيخ مبادئ الصحافة الإنسانية، إضافة إلى تطوير مهارات التحقق من المعلومة. يأتي ذلك في ظلّ اتساع رقعة التضليل الإعلامي خلال النزاعات.

في مستهل الفعالية، رحّب كوزيمو ريتشارد، القائم بأعمال مدير فرع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مأرب، بالمشاركين. وأكد أن الصحفيين ومؤثري التواصل يلعبون دوراً محورياً في تشكيل وعي المجتمع، خصوصاً في فترات الأزمات. في هذه الفترات، تصبح الكلمة الدقيقة وسيلة لحماية المدنيين وليست مجرد ممارسة مهنية.

وأوضح ريتشارد أن مبادئ الحياد والموضوعية والاستقلال التي ترتكز عليها أعمال اللجنة الدولية تُعد ركائز أساسية للعمل الإنساني في مناطق النزاع. شدّد على أن دقة المعلومات ليست ترفاً صحفياً، بل ضرورة أخلاقية تسهم في الحد من التوترات وحماية الأرواح.

وأشار كذلك إلى أن جلسات التحقق من الحقائق في الورشة جاءت استجابة لتحديات الشائعات والمعلومات المضللة. كما جاءت استجابة لتنامي خطاب الكراهية بوتيرة متسارعة في المنطقة.

من جانبه، أكد الدكتور عبدربه مفتاح، وكيل أول محافظة مأرب، أهمية انعقاد هذا البرنامج في مرحلة حسّاسة تعيشها البلاد منذ أكثر من أحد عشر عاماً. لافتاً إلى أن الإعلام يمتلك دوراً أساسياً في حماية المجتمع من الإشاعات. كذلك يساهم في توجيه الرأي العام نحو الحقيقة.

وبيّن مفتاح أن ظروف النزاع، إلى جانب انتشار الأمية وضعف الوعي الإعلامي، تجعل المجتمع أكثر عرضة للدعاية والتضليل. الأمر يحمّل الإعلاميين وصنّاع المحتوى مسؤولية تقديم معلومات دقيقة وبنّاءة تحفظ النسيج الاجتماعي. كما أشاد بدور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مأرب خلال السنوات الماضية. وكذلك جهودها في الاستجابة الطارئة ودعم الزراعة والتعامل مع الكوارث.

وأكد الوكيل أن بناء الأوطان مسؤولية مشتركة تشمل الجهات الحكومية والإعلاميين على حد سواء. مثمّناً حضور المشاركين وتفاعلهم، خاصة أن معظمهم يعملون ميدانياً. كما أنهم يشكّلون إضافة مهمة في معركة الوعي.

واختُتم اليوم الأول من الطاولة المستديرة بمناقشات موسّعة حول أفضل الممارسات في سرد القصص الإنسانية، وضوابط النشر خلال النزاعات، وآليات الموازنة بين السرعة والدقة. ويتواصل البرنامج في يومه الثاني بجلسات تطبيقية وأدوات تساعد الصحفيين على التحقق من المعلومات قبل نشرها.