المهندس محسن أحمد وهيط… قيادة تعمل بصمت في واحدة من أكثر المؤسسات حساسية

مأرب اليوم _ كتابات وتحليلات _ الثلاثاء 9 ديسمبر 2025

المهندس محسن أحمد وهيط… قيادة تعمل بصمت في واحدة من أكثر المؤسسات حساسية

🖊️ أبوعفاش علي الحويسك

في ظل بيئة اقتصادية مضطربة وظرف وطني مزدحم بالتحديات، تبرز شخصيات تعمل في مؤسسات الدولة بعيدًا عن الأضواء. هؤلاء الشخصيات تؤكد أن البناء الحقيقي لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى إخلاص وحسن إدارة وانضباط مهني. من بين هذه النماذج يُبرز اسم المهندس محسن أحمد وهيط، المدير التنفيذي لشركة الغاز. لقد استطاع أن يصنع حضورًا مؤثرًا بأسلوب عمل هادئ وعملي، مقدّمًا بذلك نموذجًا للقائد التنفيذي الذي تدعم حضوره النتائج لا التصريحات.

إدارة حسّاسة في ظرف استثنائي

تُعدّ شركة الغاز من أهم المؤسسات الخدمية المرتبطة مباشرة بحياة المواطنين. إذ تتطلب إدارتها قدرة عالية على ضبط الإمدادات ومراقبة العمليات وحل الإشكالات اليومية، خصوصًا في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وسط هذا التعقيد، برز أداء المهندس محسن وهيط من خلال نهج يعتمد على العمل الميداني والمتابعة الدقيقة وترتيب الأولويات. وقد أسهم هذا النهج في منع حدوث أزمات خانقة أو فجوات كبيرة في السوق.

وهو من القيادات التي لا تعتمد على الخطاب الإعلامي، بل على نتائج ملموسة. هذه النتائج تنعكس في استقرار الإمدادات وتنظيم العلاقة بين الشركة ووكلاء التوزيع والجهات الحكومية.

متابعة يومية… ومسؤولية بلا ضجيج

يشتهر المهندس وهيط بين العاملين بأنه من المسؤولين الذين لا يغادرون مكاتبهم قبل الاطلاع على مجمل تفاصيل اليوم. من ضمنها: حجم التوزيع، الإشكالات الطارئة، مناطق الازدحام، والاحتياجات المتزايدة.

وتتحول هذه المتابعة الدقيقة إلى قرارات سريعة مبنية على معلومات واضحة، بعيدًا عن التسويف أو البروتوكولات الشكلية. كما يعتمد أسلوب الإدارة عبر الأرقام، بمراجعة الشحنات والمخزون ومسار التوزيع، وضمان عدم استغلال السوق السوداء للظروف الصعبة.

وهي آلية لا تنجح إلا حين يكون المدير قريبًا من تفاصيل العمل، لا مجرد متابع خارجي.

التوازن بين المهنية والانضباط

من أبرز نقاط القوة التي تُحسب للمهندس وهيط قدرته على الحفاظ على علاقة متوازنة ومحترمة مع مختلف الجهات. هو لا يسمح بأي تدخلات تعرقل سير العمل. فهو يضع المهنية أولًا، ويثبت نظامًا واضحًا يضمن العدالة في التوزيع والالتزام بالضوابط.

كما يُعرف عنه عدم الانشغال بالمهاترات أو الظهور الإعلامي المتكرر لتبرير عمله. فبالنسبة له، أفضل خطاب هو ما ينعكس من إنجازات يلمسها المواطن مباشرة.

قيادة تنفيذية تطمح للفاعلية لا للشهرة

يرى كثيرون داخل الشركة وخارجها أن المهندس وهيط يجسد نموذجًا لمسؤول يفهم حساسية موقعه ويتعامل معه كخدمة عامة لا كمنصب. لذلك لم يسعَ إلى صناعة حضور إعلامي، ولم يسمح بأن تتحول الشركة إلى ساحة صراع أو استعراض سياسي.

اختار طريقًا أصعب… العمل بصمت.

وهو مسار نادر في بيئة يغلب عليها التلميع والظهور، لكنه الطريق الذي يكسب احترام الناس وثقتهم. يؤكد أن الإدارة الرشيدة لا تحتاج إلى ميكروفونات، بل إلى رجال يعملون ويُنجزون ويتركون النتائج تتحدث.

 

إن الحديث عن المهندس محسن أحمد وهيط ليس ثناءً شخصيًا بقدر ما هو تسليط ضوء على نموذج من القيادات التنفيذية المأربية التي تعمل في مؤسسات حيوية دون أن تجعل من عملها مادة إعلامية.

وهي رسالة واضحة: الدولة تُبنى حين تتصدر الكفاءة، ويُدار العمل بمهنية، وتُترك الأرقام لتتحدث.